أبرز أحداث سنة 2022 في المغرب .. من “فاجعة ريان” إلى إنجاز المونديال
المغرب يختتم سنة حافلة بالأحداث التاريخية والمفاجآت
يودع المغرب عام 2022 عامًا مليئًا بالأحداث البارزة التي تركت آثارًا كبيرة على الذاكرة الجماعية للمغاربة، وشكلت محطات مهمة في مسار المملكة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، لكنها جميعًا حملت دروسًا وعبرت عن تطورات كبيرة في مختلف المجالات.
من أبرز الأحداث التي ميزت بداية السنة كان إعلان السلطات الصحية عن أول حالة وفاة بسبب متحور “أوميكرون” لفيروس كورونا، وهو ما جاء في وقت كان فيه العديد من المواطنين يأملون في إنهاء الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية. وعلى الرغم من المخاوف الأولية من هذا المتحور، فإن تدابير الوقاية والتلقيح المكثف جعلت الأوضاع تحت السيطرة، ومرت الأزمة الصحية دون تأثير كبير على البلاد.
في الشهر الثاني من العام، عاش المغاربة واحدة من أعظم اللحظات الحزينة، وهي وفاة الطفل ريان الذي سقط في بئر ضيقة نواحي مدينة الشاون، ليظل خبر وفاته يلامس قلوب المغاربة والعالم بعد خمسة أيام من محاولات الإنقاذ التي باءت بالفشل. هذا الحدث وحد الأمة في لحظة حزن كبيرة، وتسبب في موجة تضامن لم يسبق لها مثيل.
في فبراير، ومع تحسن الوضع الوبائي، عادت الحياة تدريجيًا إلى قطاع الطيران، حيث فتحت الأجواء المغربية أمام الرحلات الجوية، مما ساعد على انتعاش قطاع السياحة الذي عانى كثيرًا خلال فترة الجائحة. كما شهد الشهر ذاته حدثًا دبلوماسيًا مهمًا تمثل في عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، والتي تجسدت في أول رحلة تجارية بين البلدين في 13 مارس.
مارس كان شهرًا تاريخيًا للمغرب، حيث أعلن لأول مرة من طرف الحكومة الإسبانية عن دعمها لموقف المغرب في قضية الصحراء، وهو ما أثار ردود فعل قوية من الجزائر. كما شهد الشهر ذاته تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى كأس العالم في قطر بعد غياب دام 36 عامًا، مما أشعل آمال الجماهير المغربية في إنجاز رياضي جديد.
في يونيو، مر المغرب بتحديات صحية جديدة مع ظهور أول إصابة بفيروس “جدري القردة”، بالإضافة إلى إعلان إصابة الملك محمد السادس بفيروس كورونا، لكن هذه الأخبار لم تكن ذات تأثير كبير مقارنة مع الأحداث الأخرى التي ميزت تلك الفترة.
ورغم هذه الصعوبات، شهد المغرب في شهر يونيو حدثًا مأساويًا آخر، تمثل في مقتل 18 مهاجرًا أثناء محاولتهم اجتياز السياج الحديدي لمدينة مليلية المحتلة، وهو ما أحدث صدمة كبيرة وفتح تحقيقًا مشتركًا بين السلطات المغربية والإسبانية.
كما عانى المغرب في صيف 2022 من تحديات بيئية تمثلت في انخفاض حاد في الموارد المائية وزيادة الحرائق في الغابات الشمالية، مما جعل الحكومة تدعو إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة هذه الأزمات.
وكان يوليوز وأغسطس حافلين بمبادرات دبلوماسية جديدة، حيث وجه الملك محمد السادس رسائل إلى الجزائر داعيًا إلى إقامة علاقات طبيعية بين البلدين، كما حرص على التأكيد على موقف المغرب الثابت في قضية الصحراء أمام المجتمع الدولي.
أما في شهر شتنبر، فكان للمغاربة فرصة للفرح بعد أن تم الإفراج عن الطالب المغربي إبراهيم سعدون الذي كان معتقلًا في روسيا، وهو ما أحدث فرحة عارمة في البلاد.
وأخيرًا، في أواخر السنة، عاش المغاربة لحظات من الفخر والاعتزاز بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني في كأس العالم 2022 بقطر. فقد نجح “أسود الأطلس” في الوصول إلى نصف النهائي، وهو أول فريق عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز، مما جعل المنتخب يحظى باحترام وإعجاب عالمي. وعاد الفريق إلى المغرب وسط استقبال شعبي حافل، حيث احتفل الملك محمد السادس مع اللاعبين وأمهاتهم، في مشهد عاطفي سيظل راسخًا في الأذهان.
وبين الأحزان والآمال، وبالرغم من التحديات الاقتصادية والصحية، يسدل المغرب الستار على عام 2022 وهو يعقد آمالًا كبيرة على العام الجديد 2023، في انتظار المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات.