يُعتبر دالي من أهم فناني القرن العشرين، وهو أحد أعلام المدرسة السريالية، ويتميز بأعمال فنية تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، وكذلك بشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي.
وفي حياة “سالفادور دالي” وفنه يختلط الجنون بالعبقرية، لكن “دالي يبقى مختلفًا واستثنائيًا، في فوضاه، في إبداعه، في جنون عظمته، وفي نرجسيته الشديدة.
الرسام السريالي “سالفادور دالي” هو واحد من أكثر الفنانين غموضًا في القرن العشرين والذي تميز بمواضيعه الغريبة والغير مألوفة.
يروى أن الرسام الإسباني الشهير سلفادور دالي كان يخلد الى النوم وهو يمسك بيده مفتاحاً، أو يضع عملة معدنيه على جبهته، وكان يفعل ذلك لهدف محدد، لأنه من الطبيعي ان تسترخي عضلاته حينما يداهمه النوم، وعندها كان المفتاح يسقط من يده إما على صينية إما على طبق يضعه الى جانبه، يستيقظ على الفور، ليدون ما رآه في منامه، و كان دالي يلجأ الى هذا الأسلوب للبحث عن أفكار جديدة وكذلك لحل مشاكل فنية معقدة تواجهه في إبداعاته، مثله مثل العالم الألماني المشهور ألبرت اينشتاين الذي سبق أن قال أنه لا يستسلم و يبحث عن أفكار جديدة باستمرار بينما كان الإسباني دالي يلجأ الى العملة النقدية لحل المشاكل الفنية التي واجهته.
عالم السياسيين اليوم وحلوله في المشاكل التي تواجه العالم شبيه بأدوات دالي و نسبية اينشتاين، ففي يوم من الأيام سأل أحدهم العالم الشهير آلبرت اينشتاين عن رؤيته للفرق بين مقدراته الذهنية والمقدرات الذهنية لدى الآخرين، ففكر اينشتاين للحظات ثم أجاب .. “اذا بحث الناس عن إبرة في كومة قش فإن معظمهم سيكف عن البحث حين يعثر عليها. أما أنا فسأواصل البحث عن الإبرة الثانية والثالثة، وان كنت محظوظاً ربما أجد الرابعة والخامسة أيضاً”.
لوحة الساعات الناعمة (الدائبة) ل: دالي هي رمز غير واعٍ لنسبية المكان والزمان وتأمل سوريالي في انهيار مفاهيمنا عن نظام كوني سياسي ثابت، يشير هذا التفسير إلى أن دالي كان يدمج فهمًا للعالم قدمه ألبرت أينشتاين في نظرية النسبية الخاصة.
في حـالات تبدو نـــادرة، تحدث دالي عن رســوماته، مقــدماً تفــسيراً للوحــاته الغامضة، مشيراً إلى أن لكـل شيء معنى، وهو يقول: «حقيقة كوني أنا نفـسي في لحظة الرسم لا أفهم صوري، ذلك لا يعني أنها بلا معنى، بل على العكس، فمعناها يبلغ في العمق، والتعقيد، والتماسك بحيث يفلت من أكثر التحاليل بساطة»، فهو يرى أنه من أجل وصف صوره باللغة اليومية، لأجل تفسيرها، ولكي يفهمها كل الناس، فمن الضروري إخضاعها لتحليل خاص، ومن المستحسن أن يحدث ذلك بصرامة علمية.
يحيلنا تفسير دالي للوحاته إلى لغز أينشتاين أو المعروف بأحجية الحمار الوحشي لاينشتاين والتي ادعى أن إثنان بالمئة فقط من الناس من يمنكهم حلها، اللغز الذي تحدى به النسبية و تكلم عن وجود 5 منازل، كل منزل مطلي بلون طلاء مختلف، وساكني المنازل من دول مختلفة، ويمتلكون حيوانات مختلفة، ويشربون ويدخنون أشياء مختلفة. وجميع المنازل على صف واحد وذكر خمسة عشرة وصفا للسكان وما يقومون به لكن في الأخير صدمهم بالبحث عمن يشرب الماء ومن يقتني الحمار وفقد يكون دالي هو الحمار الذي نبحث عن من اقتناه دون أن يعلم بأن أينشتاين كان يبحث عن إبرة في كومة قش و دالي الذي كان يرسم ليرسم دون أن يعرف ماذا و كيف و لماذا يرسم.
عالم السياسة اليوم شبيه بتفسيرات دالي و نظريات اينشتاين لكن تفسيرات سالفادور دالي و شخصيته الغير مفهومة تجعل السياسيين يختارون مفاهيمه و طريقة عمله و خطابه لتعبئة الجماهير حول وعود و مشاريع غير مفهومة في انتظار الوصول إلى الإبرة الرابعة و الخامسة لاينشتاين على أرض واقع المكتسبات السياسية.
بقلم عبد الصمد وسايح
.