عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الأسبوعي، عن بُـــعــد، يوم الثلاثاء 19 ماي 2020، حيث بعد الترحم على ضحايا جائحة كوفيد 19 وتجديد التعازي الحارة إلى ذويهم، انكب على التداول في مجمل تطورات الأوضاع الوطنية، ليخلص إلى ما يلي:
مع تفهمه الكبير لمعاناة المواطنات والمواطنين، يرى ضرورة الالتزام بالحجر الصحي ويُطالب الحكومة بالالتفات إلى مئات آلاف الأسر التي لم تستفد من الدعم
- إذ يُــعبر عن تفهمه الكبير للصعوبات الجَــمــَّة التي يُواجهها كافة المواطنات المواطنين في ظل إكراهات حالة الحجر الصحي، ولا سيما منهم أصحاب المهن البسيطة أو العَرَضِيَّة والتجار والفلاحين الصغار والحرفيين وغيرهم من الفئات الفقيرة والمستضعفة، فإنه مع ذلك يؤكد على ضرورة التحلي بمزيدٍ من التحمل والحرص على الالتزام بقرار تمديد الحجر الصحي إلى غاية 10 يونيو المقبل،،، معتبرا أن ذلك يُشكل السبيل الأنجع لانتصار بلادنا النهائي على الجائحة.
- يجدد مطالبته الحكومةَ بتمكين مئات آلاف الأسر المحرومة من الاستفادة من الدعم المالي المباشر الذي لم تتوصل به حتى الآن، لا سيما في ضواحي المدن والأحياء الشعبية، وأساسا في المجال القروي حيث المعاناة مزدوجة بسبب انعكاسات الجائحة وآثار الجفاف، وهي مناسبة أيضا لمطالبة الحكومة بالعمل على اتخاذ ما يلزم من تدابير ناجعة لتوفير مياه الشرب والسقي لكافة مناطق البلاد.
- يجدد مطالبته الحكومة بإيجاد حل سريع وفعال للمغاربة العالقين بالخارج، والتعجيل بوضع حد لمعاناتهم النفسية والاجتماعية الكبيرة، ولو بشكل تدريجي.
يُطالب الحكومة بتوفير كافة الشروط لخروجٍ ناجحٍ من فترة الحجر الصحي
- يُسجل إيجابا استئناف عددا من الوحدات الاقتصادية لنشاطها، ويشدد على ضرورة توخي أقصى درجات اليقظة والحذر، والحرص الصارم على توفير كافة وسائل وشروط الوقاية والسلامة، ومراقبة العمل بها في الفضاءات المهنية وأماكن الشغل، من أجل تفادي ظهور بؤر جديدة للوباء تهدد بتقويض كل المكتسبات التي حققتها بلادنا في معركتها ضد الجائحة.
- يطالب الحكومة بتحضير جميع الظروف وتأمين كافة الوسائل لإنجاح الخروج التدريجي من الحجر الصحي بعد موعد العاشر من يونيو، والشروع منذ الآن في عمليات تحسيسٍ واسعة للمواطنات والمواطنين بالتدابير التي سيستمر العمل بها مستقبلا، بما في ذلك قواعد التباعد الاجتماعي وإجراءات الوقاية الصحية في الفضاءات العامة والمهنية، مع ما يقتضيه الوضع من ضرورة توسيع الكشف المبكر عن الإصابات بالفيروس (dépistage).
يطالب الحكومة بعرض تصوراتها بخصوص المستقبل على نقاش عمومي يستثمر البُعد الديموقراطي لتعزيز الثقة
- يُطالب الحكومةَ بالتحضير الجيد لما بعد الجائحة، وبِعَــرْضِ التحديات وبَــسْطِ التوجهات الكفيلة بمواجهتها على نقاش عمومي ومؤسساتي واسع يُشرك المؤسسات والفعاليات الوطنية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية المختلفة والأحزاب السياسية والخبراء، وذلك استثمارا للبُعد الديموقراطي في تقوية الإجماع الوطني وتعزيز الثقة،،، وهو ما يستدعي تطوير جميع الصيغ التشاورية وقيام الإعلام العمومي باحتضان هذا النقاش الذي سيساهم في تعزيز قدرات بلادنا على مواجهة رهانات المستقبل.
- ينادي الحكومة إلى نهج سلوكٍ تواصلي أكثر نجاعة وشفافيةً تجاه الرأي العام الوطني، وإبداء القدر اللازم من التماسك في الإعلان عن الإجراءات والقرارات، بما يزرع الاطمئنان والثقة لدى المواطنات والمواطنين ومختلف الفرقاء الاجتماعيين والفاعلين الاقتصاديين.
يعتز بنجاح الدورة الاستثنائية عن بُعد للجنة المركزية ويدعو كافة مكونات الحزب إلى تهييئ الذات لمجابهة تحديات فترة ما بعد الخروج
يسجل اعتزازه بالنجاح الباهر الذي عرفته الدورة الاستثنائية للجنة المركزية للحزب عن بُعد، والملتئمة يوم السبت 16 ماي 2020، من خلال عمق النقاش حول تقرير المكتب السياسي، ووجاهة الخلاصات والاقتراحات المُتضمَّنة في بيانها الختامي، فضلا على تـَـوَفُّــقِ الجوانب التقنية والتواصلية في مواكبة كل ذلك،،، ويعتبر أن هذا النجاح البَــيِّــن تأكيدٌ على حيوية الحزب ودينامية هياكله ومنظماته ومناضلاته ومناضليه الذين يُوَجِّــهُ إليهم جميعاً تحيةَ النضالِ العالية.
- يُنادي كافة مناضلات الحزب ومناضليه إلى مواصلة التعبئة والدينامية الحالية، والتحضير الجيد لِمَا بَعد موعد 10 يونيو القادم، بالنظر إلى الصعوبة التي ستكون عليها الأوضاع، وهو ما سيتطلب حضورنا إلى جانب المواطنات والمواطنين وتواجدنا في قلب قضاياهم اليومية، وذلك في تناغم تام مع حرص حزبنا على تقوية التنسيق مع فضاء الصف الوطني الديموقراطي وأحزاب المعارضة، ومع اليسار، وبذل المجهود الضروري لأجل انبثاق حركة مواطنة اجتماعية.