الخميسات – الأربعاء 10 يناير 2024
الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله،
السيد وزير العدل المحترم،
السيد وزير التجهيز والماء المحترم،
السيد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المحترم،
السيد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى، والشغل والكفاءات المحترم،
السيدة وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة المحترمة،
السيد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة المحترم،
السيد والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة المحترم،
السيد رئيس مجلس جهة الرباط-سلا-القنيطرة المحترم،
السيد أمين عام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية المحترم،
السيد عامل إقليم الخميسات المحترم،
حضرات السيدات والسادة النواب البرلمانيون المحترمون،
حضرات السيدات والسادة المنتخبون المحترمون،
حضرات السيدات والسادة رؤساء المصالح الخارجية المحلية المحترمون،
حضرات السيدات والسادة ممثلو جمعيات المجتمع المدني المحترمون،
حضرات السيدات والسادة ممثلو وسائل الإعلام المحترمون،
حضرات السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أَزْولْ – أسُكَّاسْ أمازيغ يِيغُودانْ
يطيب لي في البداية، ونحنُ على أبواب الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2974، أن أَتَقَدَّمَ بِأَحَرِّ التهاني للجميع « Asggas Amazigh Ighudan » ؛
اسمحوا لي أنْ أُرحب بكُم في فعاليات هذا اللقاء التواصلي الذي يهُمُّ تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. لقاءٌ يأتي ليُشكل محطةً للوقوف على ما أُنجزَ من مشاريع وما سيتم إنجازهُ بحول الله تنفيذاً لبرنامج العمل الذي أعدتهُ وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بالتنسيق مع مختلف شركاءِها.
إنَّ اختيارَ مدينة الخميسات، وهي المدينة التي أُكِنُّ لها معزَّةً خاصة، كونِي قضيتُ بها السنوات الأولى من حياتي ودراستي، لاحتضان حدث بهذا الحجم لهُو دليل على رمزيتـها التاريخية، وتنوعِها الثقافي، من خلال انصهار عدد من القبائل العربية والأمازيغية في مجالها الترابي، وهو ما جعل منها مركزا نموذجياً لتلاقح مكونات الروافد الثقافية الغنية لبلادنا. كما يأتي لقاءُنا هذا بعد مضيِّ سنة كاملةٍ على إطلاق المشاريع المتعلقة بتعزيز استعمال اللغة الأمازيغية بالإدارات العمومية، والتي ترأس مراسيمَها السيد رئيس الحكومة هنا بالخميساتْ.
مراسيمٌ شهدتِ التوقيع على عدد من الاتفاقيات الهامة التي تهم تعزيز إدماج اللغة الأمازيغية بمصالح مجموعة من القطاعات الوزارية لتيسير استفادة المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية من الخدمات المقدمة. اتفاقياتٌ تُوِّجتْ فيما بعدُ بتنزيلها على أرض الواقع، حيثُ وُضِعَ رهن إشارة هذه القطاعاتِ الوزارية الأربع 460 عوناً مكلفين باستقبالِ وتوجيه المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية في مختلف تعبيراتها اللسانية: تاريفيت، تامازيغت وتاشلحيتْ.
كما تمَّ توفير خدمة الاستقبال الهاتفي باللغة الأمازيغية في تسعة (9) مراكز للاتصال تابعة لبعض القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية، والتي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المرتفقين، من خلال توفير 63 عونا مكلَّفين بالتواصل الهاتفي باللغة الأمازيغية (21 عونا في كل تنويع لغوي).
من جهتها، عملت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة على تزويد مركز الاتصال والتوجيه الإداري التابع لها بمجموعة من المكلفين بالتواصل الذين يتقنون اللغة الأمازيغية بمختلف تنويعاتها.
هذا بالإضافة إلى توفير الترجمة الفورية لأشغال الجلسات العامة للأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، والتي يتم بثها على أمواج الإذاعة والتلفزة الوطنية، وكذا على الانترنيت من وإلى التنويعات اللغوية الأمازيغية الثلاث.
وإيماناً منها بأن الثقافة أهم مدخلٍ لتعزيز الإرثِ اللغوي والحضاري للغة الأمازيغية، دعمت وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة عدداً من المهرجانات المحلية التي ترومُ الترويجَ للتراث الأمازيغي.
حضرات السيدات والسادة،
لا يَخفى على أحدٍ منكم العناية المولوية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة، الملك محمد السادس نصره الله، يوليها لمقومات هويتنا الثقافية الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها؛ العربية-الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية-الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية، والأندلسية والعبرية والمتوسطية. ومدى حرص جلالته الدائم على تبويء لغتنا الأمازيغية مكانتها التي تليقُ بها باعتبارِها جزءً لا يتجزأ من هوية وثقافة كل مغربية ومغربي. وهي العناية المولوية السامية التي ترجمها دستور 2011، وتبلورتْ على أرض الواقع بالقرار الملكي السامي، بتاريخ 3 ماي 2023، بإقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً يحتفى بهِ على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية.
حضرات السيدات والسادة،
انسجاماً مع الإرادة الملكية السامية لتبويءِ اللغة الأمازيغية المكانة التي تستحقُها، تعملُ الحكومة بشكل متواصل على إيلاءِ عناية خاصة بورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
ولا أدلَّ على ذلك من الاتفاقيات التي نشهدُ توقيعها اليوم مع عدد من القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية وكذا الدستورية، والتي ستقوم وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بموجبها بمواكبة ودعم المؤسسات المعنية في تنفيذ البرامج والمشاريع الرامية إلى إدماج اللغة الأمازيغية، وتقديم الاستشارة والخبرة اللازمتين لتعزيز استعمالها وكذا توفير حاجياتها فيما يتعلق بالاستقبال والتوجيه والإرشاد باللغة الأمازيغية. على أن نُوسع نطاق الاتفاقيات لتشمل باقي القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية.
بموجب هذه الاتفاقيات سيتم تشغيل ما مجموعه 1684 عوناً في التنويعات اللغوية الثلاث، سيُناط بهم استقبال وتوجيه المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية لفائدة 19 قطاعاً وزارياً. كما سيتم إدراج اللغة الأمازيغية على ما مجموعه 10 مواقع إلكترونية رسمية للإدارات العمومية. كما ستشمل هذه الاتفاقيات تعزيز اللغة الأمازيغية في مؤسسات التكوين المهني الفلاحي من خلال إدراج اللغة الأمازيغية كلغة للتكوين. هذا بالإضافة إلى إدراج اللغة الأمازيغية ببرامج محاربة الأمية التي تشرف عليها الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية.
ولابُدَّ من الإشارة هنا إلى صندوق تحديث الإدارة العمومية ودعم الانتقال الرقمي واستعمال الأمازيغية، والذي أُحدث لمواكبة تنفيذ السياسة الحكومية في مجال الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة من خلال تمويل المبادرات والعمليات والمشاريع ذات الانعكاس المباشر على المرتفق والمقاولة وتطوير أداء الإدارة. وهو الصندوق الذي يأتي أيضاً لدعم استعمال اللغة الأمازيغية من خلال البرامج والمشاريع والعمليات المتعلقة بتعزيزها لا سيما بالإدارات والمرافق العمومية والفضاءات العمومية. بالإضافة إلى إدماجها بمجالات أخرى تتعلق خصوصا بمنظومة التربية والتكوين، والتشريع والتنظيم، والإعلام والاتصال، والإبداع الثقافي والفني، والتقاضي.
ومن أجل إنجاح ورش الأمازيغية تمت مراجعة الإطار القانوني المحدث لصندوق تحديث الإدارة العمومية، من خلال إصدار مرسوم خاص سيسمحُ بمرونة أكبر من حيث نوعية المستفيدين وطبيعة المشاريع، وبتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المرتبطة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وتعزيز استعمالها.
ووعياً منا بأهمية الإعلام في تعزيز حضور اللغة الأمازيغية، تعمل الحكومة على تأهيل القنوات التلفزية والإذاعية الأمازيغية. ونطمح للرفع من حصة البرامج والانتاجات باللغة الأمازيغية في القنوات التلفزية، وأخص بالذكر القناة الأمازيغية.
وهذه مناسبة للإشادة بمختلف شركاء وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة من القطاعين العام والخاص، والذين يساهمون، كلٌّ من موقعه، في تعزيز حضور اللغة الأمازيغية وإدماجها في مجالات الحياة العامة ذات الأولوية.
حضرات السيدات والسادة،
ختاماً لكلمتي، أشكركم على حضوركم. وأُوجه شكري الخاص للسيد رئيس مجلس النواب والسادة أعضاء الحكومة ومختلف الحاضرين على تشريفهم لحدثنا هذا.
كما لا يفوتني أن أوجه إليكم الدعوة، كل من موقعه، إلى مواصلة بذل ما يلزم من الجهود لإنجاح ورش تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بما من شأنه أن يخدم اللغة الأمازيغية هوية ولغة وثقافة وتاريخا وحضارة، ويخولها المكانة التي تستحقها باعتبارها إرثا لكل المغاربة، وفقا للتوجيهات الملكية السامية.
وفقنا الله جميعاً لما فيه خيرُ بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لمولانا المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس أعزهُ الله ونصره.
تانْميرت باهرا والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.